القلم عزيزي القاريء.. يمكن أن يكون شيطانا مريدا يدفع نحو الشر ويطرز الشر بأجمل طراز
ويزخرفه زخرفا رائعا يغري اصحاب النفوس الضعيفة فتنخدع به..
حتي أن المرء ليغتر بما كتبه القلم وينساق وراء ما يثيره من حروف وجمل هي فتن ضمن
عبارات تخرق الصدر لتستقر في الفؤاد.. حيث إذا أساء صاحبه استخدامه في جرح الآخرين
فقد يورطه في أمور كثيرة هو في غني عنها ولا حاجة له فيها.. فيضيف عبئا عليه الي عبئه أو
الي مجمل أعبائه.
وقد يكو عزيزي القاريء هذا القلم ملاكا طاهراً يهدي الي سواء السبيل وطريق الرشاد وحسن
التوجيه إذا ما استخدم في سبل الخير كالدعوة الي الله سبحانه وتعالي.. أو النصح بالخير أو
الأمر بالمعروف أو كلمة حق ترفع صاحبها درجات علا عند الله وعند خلق الله.. أو مراسلة لشد
عزيمة مهموم أو محزون في حياته..
أو إذا ما كتب به غريب دار رسالة الي أهله ليطمئنوا عليه.. أو إذا ما كتبت به حكمة أو شعر أو
مقالة مستهدفة الخير.. أو إذا ما كتبت به رسالة الي صديق تتداول معه هموما ثنائية او غيرها..
أو ربما كتبت به رسالة الي صديق آخر لتستحوذ علي ضغائن نفسه فيخمدها كما يخمد الماء نار
الهشيم فيتصالح الصديقان بسبب ما كتبه القلم من عبارات لطيفة متبادلة دالة علي صفاء النفوس
ونقاء السرائر.
وقد يرفع القلم صاحبه درجات عظيمة في العلوم والمعارف والأدب والشعر والقصص الانسانية
وغيرها.
إذن .. عزيزي القاريء.. فالقلم بحسب ما نكتب به من كلمات وما تهدف إليه هذه الكلمات.
منا يستطيع ان يوثق ويؤرخ بدون القلم.. فالقلم في هذا الزمان أصبح ضرورة ملحة.. فحتي
الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب يجب عليه ان يعرف ويدرك قيمة القلم بالنسبة له في حياتنا والقلم
كما انه معلم عند الطفولة كذلك فهو صديق عند الشباب.. فمن منا تعلم بدون القلم.. ومن
المعاصرة.. هذا القلم الذي لولاه ما قضيت لهذا الأمي حاجات كثيرة.
ومن يعجز أو يخجل من الكلام نطقاً يلجأُ الي القلم لينقل ما في نفسه ويعبر عن مكنونه بكل
وضوح وصراحة.
لكن.. أعود لأكرر .. لابد وأن نحسن استعمال القلم ونوجهه ببصيرة واعية نقية نظيفة نحو طريق
الخير والصلاح والسداد والرشد مبتعدين به عن الشر وسبله.. فلا يبقي ولا ينفع إلا ما كتب في
سبيل الخير وللخير نفسه.. أما ما يكتب في سبيل الشر فإنه زائل ولا يدوم وسرعان ما ينتهي به
الأمر الي زوال.. ويصبح نسيا منسيا أو ينتهي بسوء علي كاتبه.
ويتطور القلم في التعبير من الأحسن - إلي الأحسن بتطور فكر صاحبه.. فكلما كان صاحب القلم
عاقلا مبصراً في أمور الحياة.. كلما كان القلم يسير في الطريق الأفضل.. أما إذا توقف صاحب
القلم عند حد متدن من التعليم .. في هذا الحال يكون القلم جامدا جاثما عند أفكار معينة سطحية
لا يحسن صاحبه الكتابة فيها.. ولا يحسن سلامة الأسلوب أو النحو أو حتي الإملاء.. وربما رأي
الجاهل ذو التعليم المتدني أن القلم عدو له وهو عدو للقلم.. وربما يري بهذا الحال أن ما يكتبه
القلم عبث لا فائدة منه.
وما من طالب، أو موظف، تشرق عليه شمس الصباح إلا ويمسك كل منهما القلم في يده صباحا
في عمله أو في مدرسته.. يمسكك هذا القلم ليعبر به في مجالات عمله او ليتعلم به في مدرسته.
أخيراً عزيزي القاريء .. أنظر الي هذه الحروف المطبوعة كلها عبر هذه الصفحات.. إنها في
الأصل كانت من رأس قلم.. وعبر عنها القلم.. فتحولت بعد ذلك الي ما تراه الآن بين يديك قولا
منشورا وأنت تقلب الصفحات.
فلنلتمس لأنفسنا فيما نكتب رأيا صالحا.. وقولا سديدا ناجحا ومفيدا.. ولنحسن قيمة القلم ومكانته..
يكتبه هذا القلم.
.....منقول...
تعليق :-
القلم هذا الصديق القريب والقريب جدا إلى قلوبنا كنوعية إلتصاقه بأناملنا إنه
المرافق للبوح الذي تعتصره جوانحنا...هذا القلم العذب ...الذي طالما أرتشفنا
من مناهله زلال اللغة ومعينها ....واحيانا...هذا القلم الذي طالما خط كلمات
أطارت رؤس....ومناصب...وأقوام...وفي المقابل...طالما كلماته....وضعت
أقوام على مناصب ما....وأزاحت أقوام من أعالي...الدنيا....إلى حضيضها.
كم يملك هذا الساحر الشفاف الذي تتجاوز كلماته أثير الأسماع من حضور قوي
على أسماعنا وأذهاننا...وكل من يملك قوة التعبير...ورصانة الكلمة ...هو من
يوجهه نحو الخير أو الشر .