مـــا ســـر الـــنـــســـيـــان ..؟؟
كثيرا منا قد ينسى امور عدة قد مرت بحياته ...
ولكن ما سر النسيان ؟
الذاكرة .. واكتشاف جزيئة النسيان
ليس النسيان عجزاً,بل هو عملية جوهرية في نظام الذاكرة,ولقد جاء اكتشاف "جزيئة النسيان",ليميط اللثام عن أكثر أسرار الدماغ انغلاقاً,مما يجعلنا نعيد النظر في بعض الثوابت المتفق عليها ويفتح باب الأمل يوماً – ما – في إمكانية تلافي الاضطرابات المتعلقة بالذاكرة والنسيان.
العثور على الجزيئة التي تمسح الذكريات
فريق من الباحثين اكتشف مؤخرا جزيئة بروتينية قادرة على مسح الذكريات الموجودة بالفعل ومنع غيرها من التكون.
فوجود تلك المادة العضوية كأساس للنسيان قد بين لنا أن الذاكرة ماهي في واقع الأمر,إلا توازن دقيق بين تخزين المعلومة ومسحها,وأن النسيان – على عكس ماكنا نظن – هو عملية فعالة وحيوية لظاهرة التذكر!
إن ذاكرتنا شيء على درجة مذهلة من التعقيد,فهي بمثابة الجسر الممدود عبر الزمن,تنهل من ماضينا لكي تثري حاضرنا,وتحتفظ بمعلومات الحاضر لتحولها الى معالم المستقبل,وتمكننا في الوقت نفسه من استدراج السنين,وهي التي تشكل هويتنا من حيث: علاقتنا بالعالم,أعمالنا وأحلامنا ومااكتسبناه من معرفة.
ويرى علماء "بيولوجيا الأعصاب" أن للذكريات ركيزة عضوية,عبارة عن كيان ديناميكي يعمل عبر شبكة مكونة من مليارات الوحدات العصبية شديدة التعقيد.
هذا الكيان الديناميكي يستمد قدراته المذهلة من جزيئات صغيرة – لاتكف عن العمل – وتقوم بمهمة عجيبة :تنشيط الوحدات العصبية تارة,كبح نشاطها تارة أخرى,
كيف؟
عبر سلسلة من الزخات البيوكيميائية.ولقد اكتشف الباحثون عشرات من "جزيئات الذاكرة" تلك,
وأطلقوا عليها عدة أسماء منها: قابا,دوبمين,أستيلكلين.
لكن حتى الآن كانت الأبحاث تركز بصفة خاصة على ظاهرة التذكر وهي بلا شك وجهة نظر جوهرية,لكنها تبقى غير مستوفية لكل جوانب القضية,فهي تحجب الوجه الغامض للذاكرة ألا وهو النسيان.
خلاصة
كلمنا زاد فهمنا لظاهرة النسيان استطعنا الوصول الى معرفة أشمل بالأداء الوظيفي للذاكرة.
حتى الآن ظل علماء بيولوجيا الأعصاب يركزون على وصف المراحل المختلفة لوظيفة ذهنية بعينها:
اكتساب المعلومات وتخزين الذكريات واستعادتها.
أما النسيان – ولأنه عملية سلبية – فلم ينل مايستحق من البحث,علماً أنه لايمكن إدراك كل مايتعلق بالذاكرة بصورة شاملة إلا إذا تم توصيف كل آلياتها بدقة,سواء منها المسؤولة عن تكوينها أم المسؤولة عن تراجعها.هذا من جهة,من جهة أخرى فإن الوصول الى تحديد أدق لفيزيولوجيا الذاكرة من شأنه ان يقودنا الى إحاطة اشمل بالآليات المسببة للاضطرابات المختلفة التي تظهر في كل من التعلم والتذكر.