يتردد في الإعلام الرياضي السعودي بشكل كبير كلمة (الإرهاق الإرهاق)، ونبحث كإعلاميين وكتاب عن شماعة لهبوط مستوى اللاعب السعودي ولا نجد سوى كلمة إرهاق وخاصة بعد كل نهاية موسم رياضي، وهذا ما حصل على أرض الواقع بعد ما شاهدنا المستوى المتواضع لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد لقاءيه مع المنتخب اللبناني الشقيق.
المستوى الرائع والرفيع واللياقة العالية الذي ظهر بها نجوم الكرة في القارة العجوز في بطولة كأس الأمم الأوروبية وخاصة النجم الكبير كريستينانو رونالدو الذي حصد الكثير من الألقاب وأبرزها (أفضل لاعب وهداف الدوري الإنجليزي للموسم الرياضي الماضي، حيث سجل 42 هدفا في مختلف المسابقات وسجل 31 هدفا في الدوري الإنجليزي) وحصل مؤخرا في البطولة الأوروبية الحالية على لقب جديد وهو اللاعب الأنيق والوسيم ومرشح بقوة أن يحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم.
ورغم كل هذه الألقاب واللعب في دوري طويل وكثرة مشاركاته مع ناديه (مانشستر يونايتد والمنتخب البرتغالي) طوال الموسم الرياضي الماضي، حيث وصلت عدد مبارياته الذي شارك فيها أكثر من 60 مباراة تقريبا، إلا أنه يركض مثل الحصان في الملعب ، ويقدم المستويات الرائعة في بطولة كأس الأمم الأوروبية، وهذا دليل على أن أعذارنا ومقولتنا عن الإرهاق الذي صدقها اللاعبون غير مقبولة لهذا يجب علينا أن نبحث عن أسباب أخرى وشماعة أخرى نقنع بها لاعبينا لأن كريستيانو رونالدو فضحنا.
الأزمة الذي نعاني منها هي أزمة فكر وهذا مايفتقده اللاعب السعودي الذي يعتقد أن علاقته تنتهي مع كرة القدم بعد انتهاء المباراة أو التمرير مع أن الاحتراف أصبح وظيفة ومهنة، لهذا فإن اللاعب يجب أن يكون منضبطاً داخل وخارج الملعب ويحافظ على صحته وعلى سلوكه الشخصي، وأن يبتعد عن السهر والتدخين وأن يعرف كيف يقضي وقته خارج النادي.
وكذلك اللاعب من حقه أن يعيش حياته كسائر الناس الآخرين، وأن يقضي أوقاته في جو من المرح بعد انتهاء المباريات أو التمارين، ولكنه يجب أن لاينسى أنه لاعب محترف، وأن صحته ونشاطه شرط أساسي لنجاحه واستمراره كنجم ولاعب يشار له بالبنان، لهذا فإن المطلوب من إدارت الأندية ومديري الكرة توعية اللاعبين وتزويدهم ببرامج خاصة معدة من قبل مدرب اللياقة وطبيب النادي أثناء الموسم الرياضي وخلال فترة التوقفات والإجازات السنوية.
أتمنى للجمهور الرياضي السعودي والعربي متابعة جيدة وممتعة للبطولة الأوروبية، مع أملي الكبير أن نستفيد من مثل هذه البطولات العالمية من جميع الجوانب الفنية والإدارية والتنظيمية والإعلامية، وخاصة النقل التلفزيوني والتغطية الإعلامية والتحليل الرياضي لقناة الجزيرة الرياضية الذي لفتت الأنظار .