التضحية...إسم فقد مصداقيته !!

التضحية....هذا الإسم العجيب الذي ارتدت عبائته النفس ومارسته بكل الإيثار والفداء لدى

الكثير ممن تنطق قلوبهم بصدق التواد وم يبقى إلا الروح ويتمنى الفرد منا أن تخلص له النية

ويبذلها في رضى ( المولى عزوجل) لا يبتغي بذلك سوى وجهه الكريم .

صديقي الذي عرفت يعطي كل شيئ يقدر عليه أو لا يقدر عليه احيانا وكأنه لاي يعرف معنى

لكلمة الأخذ أبد فهو من يعرف ومن لايعرف لا يتردد لحظة في أن يبذل كل البذل للآخرين

وبسعة صدر رحبة وقد يكون ذلك على حساب صحته ووقته ونفسه بل واحيانا أهله وهو في ذلك

لا يحس إلا بنشوة السعادة تتخلل كيانه حيال هذة الخصلة الرائعة التي يمارسها .

نصحت صديقي أن يراعي نفسه ولو قليلا بعد ملاحظتي لبعض المضايقات التى يتلقاها من

الآخرين دون إدراك لجهوده التى يبذلها والغريب في الأمر والذي لا أجد له تفسيرا له ( ما هو

الشيئ الذي يجعل صديقي يعشق هذة التضحية حتى النخاع ؟ ) على رغم توالي المواقف

الأليمة التى تمر به خلال معايشته لواقع هؤلاء البشر حيث أنه ما يلبث أن يتلقى الأسهم تنغرس

بين أضلعه وهو مستمر بشموخ عجيب ومصمما أن يمارس هوايته من التضحية والفداء مع

الكل ودونما تمايز وأعرفه احيانا يكلف نفسه ما لا تطيق ليحقق ما نذر نفسه إليه .

أمسكته ذات مرة وأنا أوجه إليه هذا السؤال :- إلى متى ستسير في هذا الطريق ؟ ألا تخشى

العواقب ؟ وكيف تتوقع النتيجة ؟ وقبل أن أواصل اسئلتي استوقفني بقوله :- على رسلك

دعني أجيب على اسئلتك أولا ثم بعد ذلك واصل حديثك أسمع :- صدقني أخي إن الإجابة على

اسئلتك يمكن إختصارها في إجابة واحدة وهي إنني لم افكر فيما أشرت إليه يوم من الأيام

فمنذ نعومة أظافري رأيت في والدي ( رحمه الله ) مدى التضحية التى عاشها من خلال سفره

الدائم في سبيل تربيتنا ثم بعد أن توفه - الله تعالى - رأيت كم ضحت والدتي العزيزة وقبل

ذلك رأيت معاناتها أثناء غياب والدي عنا بكل ما توصف به التضحية من معنى .

لذلك وجدت نفسي ودون أن اشعر فيما ترى الآن . قلت له :- ولكنه طريق وعر محفوف

بالمشاق ولا اظنك تسلم ؟ أجاب :- ومن إنني لا اعرف ذلك وأعلم أخي انني منذ أن وطئت

قدمي هذا الطريق وأنا في كل خطوة أجزم بأني قد اتعثر وتدمي الأشواك قدماي وتوجع

السهام جوانح نفسي وأجزاء من جسدي المتعب ولا أجدني إلا أن استعذب ما أنا فيه .

قلت :- تفسيرك هذا يجعلني اتصورك رجل قادم ليس من كوكب آخر بل قد تكون قادم من

عصر قد إندثر ولم تبقى إلا آثاره تذكر بعهده . إبتسم وقال :- ليس بغريب منك هذة الإجابة

فإن الزمان وأهله والمكان وسكانه يختلفون كل الإختلاف عن ما كان في أزمان تربعت فيها

المعاني السامية قمة الهرم إلى أن دارت رحى الأيام وانقلب كل شيء رأسا على عقب وأصبح

ما هو منبوذ محبب لدى الأغلب وكل ما هو صالح منبوذ لدى الكثير ايضا.

قاطعته :- كمثل رجل يشعل عود ثقاب يريد أن ينير به ليل هذا الكون فلا العود يستمر مشتعل

ولا الظلام يغادر مكانه . أضاف :- هل تعني بقولك إنه لا جدوى مما أفعل ؟ لذلك تدعوني أن

أتوقف عن ما أنا عليه . صحت به :- لا...لا أبدا على العكس من ذلك أشد من أزرك وأدعو

المولى - عزوجل - أن يثيبك بخير الجزاء على ذلك . أشرق وجهه بإبتسامة كلها أمل وتفاؤل

وقال :- لقد اسعدتني بكلامك هذا فجزاك الله من أخ خير الجزاء . ثم افترقنا على أمل اللقاء

وحقيقة الأمر إنني قلت له ما قلت وأنا احمل في نفسي خوفا من أن يأتي إلي صاحبي نادما

على كل ما فعل لما تندهش له العقول من تقلبات غريبة ومذهلة لنكران الجميل والمعروف

في حياة هذة البشرية التى أعياها طلب الدنيا عن طلب الآخرة .

جزاك الله الف خير وماقصرت

اخوك الامير

اشكرك الف و الف مرة جزاك الله خير

و الله إنك صادق
مكشوووور

شكرا على الموضوع
جزاك الله خير