فماهو سبب الحصبة؟
- السبب هو فيروس من عائلة الفيروسات نظيرة المخاطية يسمى فيروس الحصبة.
كيف ينتقل؟
- 1 - الحصبة مرض معد بشدة وينتقل من خلال الرذاذ المحمل بفيروس الحصبة وتكون شدة العدوى قبل ظهور اعراض المرض وتخف بعد ظهور الأعراض بعدة ايام لذا يصعب على الطبيب أحيانا معرفة مصدر الحصبة خاصة اذا لم يتبين للأهل اصابة الحصبة لمن تمت زيارتهم.
2 - يكتسب الأطفال مناعة ضد المرض عبر المشيمة من أمهاتهم اللواتي قد أصبن بالحصبة أو لقحن ضدها، وتكون هذه المناعة تامة عادة خلال الاربع او الست اشهر الأولى من الحياة وتختفي بعد ذلك بمعدل مختلف حتى سن 12 شهرا، لذا يتم عادة أخذ التطعيمات في عمر 12 شهر «سنة» وتقول بعض الدراسات ان الاطفال لأمهات اكتسبن مناعتهن من خلال اللقاح يفقدون المناعة المنفعلة في عمر أبكر من أطفال الأمهات اللواتي أصبن بالحصبة وقد يصاب الطفل والأم معا قبل الولادة او بعدها اذا لم يتم تطعيم الأم قبل الحمل، لذا نجد هناك حملات تطعيم للفتيات بالثلاثي والذي يشمل الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف ليغطي الفتيات اللاتي لم يتم تطعيمهن لأي سبب كان.
الأعراض والعلامات:
البعض يعتقد أن مرض الحصبة بسيط وهو في الحقيقة ربما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة اثناء فترة المرض والمضاعفات بعد ذلك وسنوضح ذلك بعد قليل.
للحصبة ثلاث مراحل سريرية وهي فترة الحضانة، الطور البادري وطور نهائي.
أولاً: فترة الحضانة:
تدوم فترة الحضانة 10 - 12 يوما تقريبا حتى بداية الأعراض البادرية «الحقيقية» و2 - 4 أيام أخرى حتى ظهور الطفح وتعرف فترة الحضانة هي الفترة من بداية تعرض الطفل لرذاذ المريض حتى ظهور علامات المرض الحقيقية، وهذه الفترة تعتبر من اهم الفترات لتجيزها بنشر المرض من دون علم الآخرين حيث لا يبدو على الطفل أي آثار للمرض، وفي بعض الأحيان تكون هذه الفترة قصيرة من 6 - 10 ايام وفي نهاية الفترة قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة ليوم أو يومين قبل ظهور الأعراض الأخرى.
ثانياً: فترة الطور البادري:
وتدوم هذه الفترة عادة 3 - 5 أيام وتتميز بحمى منخفضة إلى متوسطة الدرجة وسعال جاف في البداية وزكام والتهاب في ملتحمة العين هذه الأعراض تسبق دائما ظهور بقع كوبليك «سميت بهذا الاسم نسبة لمكتشفها». وهي العلامة الواسعة للحصبة» بـ 2 - 3 أيام، وهذه البقع عبارة بقع رمادية بيضاء صغيرة كحبات الرمل مع هالة حمراء خفيفة حولها وقد تكون نزفية أحيانا تنتشر في الغشاء المخاطي للفم وتقع عادة مقابل الأرجاء السفلية ونادرا ما تتواجد على القسم المتوسط للشفة السفلية أو على الحنك أو على اللحمية الدمعية، وهي تظهر وتختفي بسرعة خلال 12 - 18 ساعة وعندما تتلاشى تبقى تبدلات لونية بقعية حمراء على الغشاء المخاطي.
وقد يكون الطور البادري شديدا في بعض الأحيان متظاهرا بحمى عالية مفاجئة وأحيانا مع اختلاجات «تشنجات» أو التهاب رئوي حاد وتزداد شدة السعال والزكام والحمى تدريجيا حتى الوقت الذي يغطي فيه الطفح الجسم.
عند ظهور الطفح ترتفع حرارة الطفل فجأة وتصل غالبا إلى درجة 40 درجة مئوية وفي الحالات العادية وعند وصول الطفح إلى الساقين والقدمين تختفي الأعراض بسرعة خلال يومين عادة مع انخفاض مفاجئ في درجة الحرارة إلى الحرارة الطبيعية.
يبدأ الطفح عادة بشكل لطخات بسيطة على القسم العلوي للعنق وخلف الأذنين ثم يزداد انتشاره على كامل الوجه وأعلى الذراعين والجزء العلوي للصدر خلال اليوم الأول ثم ينتشر في اليوم التالي على الظهر والبطن والفخذين وكامل الذراعين وحالما يصل في النهاية إلى القدمين في اليوم الثاني أو الثالث يبدأ بالزوال من الوجه ومن ثم يختفي تدريجيا نحو الأسفل وتتناسب طردا شدة الحصبة مع اشتداد الطفح حيث يغطي جميع الجسم ويتورم الوجه ويتغير شكله خاصة في المناطق الفقيرة وذوي المناعة الضعيفة، وبعدما يتحلل الطفح يحدث توسف نخالي وتغير لوني مائل للبني يزول خلال 10 أيام اما في الحالات الخفيفة فيكون الطفح خفيفا ويختفي بدون آثار تذكر.
كيف يتم تشخيص الحصبة؟
عادة يكون التشخيص واضحا من الصورة السريرية المميزة والتي ذكرنا أعراضها وعلاماتها قبل قليل فبمجرد رؤية هذه العلامات من قبل الطبيب يتأكد من ذلك ولا يحتاج إلى اجراءات مخبرية لاثبات ذلك، ومع ذلك يمكن اجراء بعض التحاليل الدقيقة للتأكد من ذلك والتي تعمل في المستشفيات المتخصصة.
ماهي الأمراض المشابهة؟
- إذا حضر المريض ولديه طفح فإنه يجب تفريق طفح الحصبة عن طفح الحصبة الألمانية ووردية الرضيع «فيروس الحلا البشري» والالتهابات الأخرى الفيروسية وهي كثيرة ولكن يختلف طفح كل فيروس عن الآخر ومع أخذ التاريخ المرضي وسيرته يستطيع الطبيب التفريق بين الأمراض المشابهة.
العلاج:
كما هو معروف لا توجد معالجة نوعية خاصة مضادة لفيروس الحصبة.. فالعلاج عبارة عن معالجة عرضية فقط.. فاذا ارتفعت درجة الحرارة يمكن اعطاء خافض الحرارة كما أن تناول السوائل بكثرة مهم جدا في هذه المرحلة مع الراحة التامة في السرير، وفي حالة المرضى المصابين بالتهاب بالحنجرة او سعال مخرش شديد فيمكن ترطيب الغرفة وحفظ الغرفة في جواد دافيء بشكل معتدل بدلا من تبريدها..
أما في حالة وجود بعض المضاعفات والتي سنذكرها بعد قليل فتحتاج لعلاج كل منها على حدة.
المضاعفات والخطورة:
1 - التهاب الأذن الوسطى اهم مضاعفات الحصبة والذي يصيب الطفل بآلام شديدة في الأذن.
2 - الالتهابات الرئوية أحد أهم مضاعفات الحصبة وربما يؤدي إلى التهابات جرثومية مما يستدعي دخول الطفل إلى المستشفى لأخذ الأدوية المناسبة وتلقي العناية الطبية طبقا لحالة الطفل.
3- التهاب الدفاع ايضا من اهم مضاعفات الحصبة والذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة واختلاجات وتأثر وعي الطفل طبقا لشدة الالتهاب ونوعه وقد يؤدي هذا الالتهاب إلى الوفاة في بعض الأطفال.
4 - حدوث الفانفرين وهو موات الجلد او النسيج نتيجة لحدوث فرفرية صاعقة او تخثر تنتشر داخل الأوعية بعد حدوث الحصبة.
5 - الوفاة لمرضى الايدز نتيجة لحدوث التهابات الشديدة بالرئة والغريب هنا ربما لا يكون الطفح واضحا في مرضى الايدز.
6 - التهاب العضلة القلبية احدى المضاعفات غير الشائعة الخطرة والتي قد تحدث وتؤثر على وظيفة القلب.
الوقاية:
1 - في حالة اختلاط الطفل بمريض الحصبة فيمكن عزل الطفل منذ اليوم السابع من تعرضه وحتى اليوم الخامس بعد ظهور الطفح وبهذا يمكن الحد من انتشار المرض خاصة اذا لم يتم تطعيم بعض الأطفال.
2 - اللقاح اهم وقاية للمجتمع من الاصابة بالحصبة ونتيجة لأخذ التطعيمات في جميع أنحاء العالم فقد نقصت الاعداد بشكل كبير ويمكن اعطاء اللقاح في عمر 12 شهرا مع اللقاح الثلاثي «الحصبة الألمانية والنكاف» ويمنع اعطاء اللقاح للحوامل والأطفال المصابين بنقص المناعة او المصابين بالدرن او السرطان الذين تم زراعة عضو لهم.
3 - الوقاية بعد التعرض:
يمكن الوقاية بعد التعرض لعدوى من مريض الحصبة وذلك بأخذ الغلوبين المناعي والذي يقوم باضعاف الحصبة في حالة الاصابة اذا اعطي خلال 6 ايام من التعرض للحصبة، وعادة تعطى للأشخاص المأهبين في المنزل او الذين تقل اعمارهم عن 12 سنة أو الحوامل او الرضع أقل من عمر 6 أشهر أو المولودين من أمهات غير ممنعات كما يجب تلقيح الأطفال المأهبين الذين تتراوح أعمارهم 6 - 12 شهر شريطة ألا يكون أخد الجرعتين اللازمتين للتلقيح ضد الحصبة