نَزيفٌ إِذَا قامَـتْ لِوَجْـهٍ تَمَايَلَـتْ |
تُرَاشي الفّؤادِ الرَّخْـصَ ألاَّ تَخَتّـرَا
|
أأسْمَاءُ أَمْسَى وُدُّهَـا قَـدْ تَغَيّـرَا |
سَنُبدِلُ إِنْ أَبدَلـتِ بالـوُدِّ آخَـرَا
|
تَذَكّرْتُ أهْلي الصّالحينَ وَقَدْ أتَـتْ |
عَلَى خَمَلى خُوصُ الرِّكَابِ وَأوْجَرَا
|
فَلَمّا بَدَتْ حَوْرَانُ فِي الآلِ دُونِهَـا |
نَظَرْتَ فَلَمْ تَنْظُـرُ بعَينِـك منظَـرَا
|
تَقَطّـعَ أسبَـابُ اللُّبَانَـةِ وَالـهَوَى |
عَشِيّـةَ جَاوَزْنَـا حَمَـاةً وَشَيْـزَرَا
|
بِسَيـرٍ الـعَـوْدُ مِنْـهُ يَـمِـنّـهُ |
أَخُو الجَهدِ لاَ يَلوِي عَلَى مَنْ تَعَـذّرَا
|
ولَمْ يُنْسِنِي مَا قَـدْ لَقِيـتُ ظَعَائِنـاً |
وَخمْلاً لَهَا كالقهرِ يَوْمـاً مُخَـدَّرَا
|
كأَثْلٍ مِنْ الأَعرَاض مِنْ دُونِ بَيشَـةٍ |
وَدُونِ الغُمَيـرِ عامِـدَاتٍ لِغَضْـوَرَا
|
فدَعْ ذا وَسَلِّ الـهَمِّ عَنكَ بِجَسْـرَةٍ |
ذَمُولٍ إِذَا صَـامَ النَّهَـارُ وَهَجّـرَا
|
تُقَطَّـعُ غِيطَـانـاً كَـأنّ مُتُونَهَـا |
إِذَا أَظهَرَتْ تُكسَى مُـلاءً مُنَشَّـرَا
|
بَعِيـدَةُ بَيـنَ المَنْكِبَيـنِ كَـأنّمَـا |
ترَى عِندَ مَجْرَى الضَّفرِ هِرّاً مُشجَّرَا
|
تُطَايِرُ ظِـرّانَ الحَصَـى بِمَنَاسِـمٍ |
صِلابِ العُجى مَلثومُهَا غَيرُ أَمعَـرَا
|
كَأنّ الحَصَى مِنْ خَلفِـهَا وَأمامِهَـا |
إِذَا نَجَلَتهُ رِحلُها حَـذْفُ أَعسَـرَا
|
كَأنّ صَلِيلَ الـمَرْوِ حِيـنَ تُشِـذُّهُ |
صَلِيـلُ زُيُـوفٍ يُنْتَقَـدْنَ بعَبقَـرَا
|
عَلَيها فَتـىً لَمْ تَحْمِلِ الأرضُ مِثْلَـهُ |
أبَـرَّ بِمِيثَـاقٍ وَأوْفَـى وَأْصبَـرَا
|
هُوَ المُنْزِلُ الآلافَ مِنْ جَـوّ نَاعِـطٍ |
بَني أَسَدٍ حَـزْناً مِنَ الأرضِ أَوْعـرَا
|
وَلوْ شَاءَ كَانَ الغزْوُ مِنْ أَرضِ حِميَرٍ |
وَلَكِنّـهُ عَمْـداً إِلى الـرُّومِ أَنْفَـرَا
|
بَكى صَاحِبـي لَمّـا رَأَى الـدَّرْبَ |
دُونَهُ وَأيْقَنَ أَنَّا لاَحِقَـانِ بقَيْصَـرَا
|